- قَوْلُهُ تَعَالَى {وَذَرُوا الَّذِيْنَ يُلْحِدُوْنَ فِي أَسْمَائِهِ} أَيْ: لَا تَسْلُكُوا مَسْلَكَهُم وَلَا طَرِيْقَهُم؛ فَإِنَّهُم عَلَى ضَلَالٍ وَعُدْوَانٍ، وَلَيسَ المَعْنَى عَدَمَ مُنَاصَحَتِهِم وَبَيَانِ الحَقِّ لَهُم، إِذْ لَا يُتْرَكُ الظَّالِمُ عَلَى ظُلْمِهِ، وَيَحْتَمِلُ أَنَّ المُرَادَ بِقَوْلِهِ {ذَرُوا} هُوَ التَّهْدِيْدُ لِلمُلْحِدِيْن، أَوِ الإِعْرَاضُ عَنْهُم كَمَا قَالَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ فِي المَسَائِلِ (تَرَكُ مَنْ عَارَضَ مِنَ الجَاهِلِيْنَ المُلْحِدِيْنَ).
- (الأَعْمَشُ): هُوَ سُلَيْمَانُ بْنُ مَهْرَانَ؛ أَبُو مُحَمَّدٍ، تَابِعِيٌّ مَشْهُوْرٌ، كَانَ رَأْسًا فِي العِلْمِ النَّافِعِ وَالعَمَلِ الصَّالِحِ، ثِقَةٌ حَافِظٌ؛ لَكِنَّهُ يُدَلِّسُ (ت 148هـ). (?)
- الإِلْحَادُ فِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى: هُوَ المَيْلُ بِهَا عَمَّا يَجِبُ فِيْهَا. وَهُوَ أَنْوَاعٌ سَبَقَ بَيَانُهَا. (?)
- أَنْوَاعُ التَّوَسُّلِ المَشْرُوْعِ:
1) التَّوَسُّلُ بَأَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ: تَقُوْلُ: (يَا رَحْمَنُ ارْحَمْنِي)، (يَا غَفُوْرُ اغْفِرْ لِي) وَهَكَذَا، تَذْكُرُ فِي دُعَائِكَ كُلَّ اسْمٍ يُنَاسِبُ حَاجَتَكَ.
2) التَّوَسُّلُ بِدُعَاءِ الصَّالِحِيْنَ: فَتَأْتِي إِلَى الرَّجُلِ الصَّالِحِ فَتَقُوْلُ لَهُ: (ادْعُ اللهَ لِي أَنْ يَغْفِرَ لِي)، وَكَتَوَسُّلِ عُمَرَ بِدُعَاءِ العَبَّاسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، كَمَا فِي صَحِيْحِ البُخَارِيِّ. (?)
3) التَّوَسُّلُ بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، كَمَا فِي حَدِيْثِ أَصْحَابِ الغَارِ الثَّلَاثَةِ الَّذِيْنَ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةُ (?)،
وَكَتَوَسُّلِ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ بِاعْتِرَافِهِم بِخَطَئِهِم وَظُلْمِهِم لِأَنْفُسِهِم {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ) (الأَعْرَاف:23)،
وَكَتَوَسُّلِ المُؤْمِنِيْنَ بِاتِّبَاعِهِم لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمِ {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيْمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوْبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ} (آل عِمْرَان:193).