ولا يسمى العبد تائبًا ما لم يتخلص من جميع أجناس المحرمات وأصناف الذنوب، ويتحصن ويتحرز من مواقعتها، ومنها:
أولاً: الشرك بالله، وهو أعظم الذنوب:
وهو أن يتخذ من دون الله ندًا يحبه كما يحب الله تعالى، فيدعوه ويستعين به، ولا يُغفر الشرك إلا بالتوبة منه، وتجريد التوحيد لله تعالى، سواء منه الأكبر أو الأصغر؛ كيسير الرياء، والتصنع للخلق، والحلف بغير الله - تعالى، وكقول الرجل للرجل: ما لي إلا الله وأنت، وتوكلتُ على الله وعليك.
فعلى التائب تجريد التوحيد لله، ومعاداة المشركين في الله، والتقرب إلى الله بمقتهم، واتخاذ الله وحده وليًا وإلهًا ومعبودًا وناصرًا ووكيلاً، وحافظًا ومستعانًا، وإخلاص القصد لله، متبعًا لأمره، مجتنبًا لنواهيه، طالبًا لمرضاته.
ثانيًا: الكفر:
ذنبٌ عظيمٌ وجرمٌ كبيرٌ بسببه تُحبط الأعمال، ويخلد مرتكبه في أعظم العذاب وأشد العقاب، وأنواعه مفصلة مبينة في غير هذا المقام.
ومع هذا فإن الله قد فتح باب التوبة لمن انتهى عن كفره