وعناده فأسلم وأناب إليه؛ قال - تعالى -: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ} [الأنفال: 38].
ثالثًا: النفاق:
وهو الداء العُضال الباطن الذي يكون الرجل ممتلئًا منه وهو لا يشعر؛ فإنه أمرٌ خفيٌ على الناس، وكثيرًا ما يخفى على من تلبس به، فيزعم أنه مصلح وهو مفسد، وهو من الأمراض الباطنة التي تعتور المرء وتعتريه، وإذا لم يعالج صاحبه نفسه، ويزله بالتوبة لم يلق الله - تعالى - بقلب سليم، أعاذنا الله من النفاق في القول والعمل؛ قال - تعالى -: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145].
ورحمة الله واسعة لا تضيق بالواردين، وفضله واسع يعم التائبين؛ فمن أراد أن يُنيب إلى الله ويعتصم بالله ويتبرأ من النفاق وأهله فلا عليه إلا أن يُحقق مدلول الآية: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا}
[النساء: 146].
فشرط في توبة المنافق الاعتصام بالله للتخلص من تلك