إن الإسلام يعتمد في إصلاحه العام على تهذيب النفس الإنسانية قبل كل شيء؛ فهو يكرس جهودًا ضخمة للتغلغل في أعماقها وغرس توجيهاته في جوهرها، والعوامل المسلطة على الإنسان من داخل كيانه ومن خارجه كثيرة؛ فالنفس أمارة بالسوء، والشيطان يقعد للإنسان كل مرصد، ويقطع عليه كل طريق فيه فلاحه وسعادته.
وبحكم ما رُكّب في الإنسان من غرائز وميول وشهوات، سرعان ما ينحرف عن التوازن السليم، ويقع في المعصية، ويسرف في الذنب، ثم إنَّ دواعي الطبع وإرادات النفس وشهواتها المنحرفة مصدرها: إما جهلٌ، وإما ضعف؛ إذ لا يصدر الذنب إلا عن جهل بآثاره وموجباته، أو يكون عالمًا بذلك لكن فيه ضعف وعجز يمنعه عن محوه من قلبه بالكلية، ولا شيء يمسح صدى النفس ويغسلها من أدرانها ويعيدها إلى نقائها وصفائها أفضل من التوبة إلى الله، والعودة إلى أفياء الطاعة وظلال الاستسلام.
{وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}
[آل عمران: 101].