ويحتمل أن هذه الأمثال بيان للمنازل وأنه يكتب الأول كالمهدي بدنة في الأجر ثم كذلك ويكون آخر الحديث تفسيراً لأوله، ولا يخفى أنه أفاد أنه يسن للإمام التأخر عن أول ساعة ليجتمع الناس فلا يكون أول من يبكر وله أجر الأولين، ولأنه اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه كان لا يأتي المسجد حتى يتتام الناس، ويحتمل أنه يسن له التبكير ويقعد في المسجد فإذا أريد إقامة الصلاة قام لها، وانقطاع كتابة الداخدين إنما هو [1/ 218] عند قعوده على المنبر لا عند دخوله المسجد (ق ن 5 عن أبي هريرة) (?).
799 - " إذا كان جنح الليل فكفوا صبيانكم؛ فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا ذهب ساعة من الليل فحلوهم، وأغلقوا الأبواب، واذكروا اسم الله، فإن الشيطان لا يفتح بابًا مغلقا، وأوكئوا قربكم، واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم، واذكروا اسم الله، ولو أن تعرضوا عليه شيئاً، وأطفئوا مصابيحكم (حم ق د ن هـ) عن جابر (صح) ".
(إذا كان جنح) بكسر الجيم وضمها (الليل) أوله وتقدم إذا غابت الشمس (فكفوا صبيانكم) فالذي تقدم بيان للمراد بالجنح وفي القاموس (?): جنوح الليل إقباله وكفهم منعهم عن الخروج (فإن الشياطين تنتشر حينئذ) فيخاف عليهم من شرهم وتقدم عليه الكلام (فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم) فإنه لا مخافة عليهم (وأغلقوا الأبواب) على المنازل في جنح الليل (واذكروا) عند تغليقها (اسم الله فإن الشياطين لا تفتح بابًا مغلقًا) كأن المراد ذكر عليه اسم الله (وأوكئوا قربكم) جمع قربة أي شدوا رؤسها بالوكاء لئلا يدخل عليها حيوان (واذكروا) عند إيكائها (اسم الله وخَمِّروا) بالخاء المعجمة من التخمير التغطية (آنيتكم)