"من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً" (?) هذا عند مالك واختاره بعض الشافعية وقالوا إن الساعة الأولى أجرأ من الساعة السادسة بعد الزوال محتجين بلفظ الرواح وأنه لا يكون إلا بعد الزوال لأنه يقابل الغدو الذي لا يكون إلا قبل الزوال وكذلك التهجير وإليه ذهب من المتأخرين المقبلي وهجن على من قال أنها من أول النهار كما هو رأي أحمد والمعروف من مذهب الشافعي وقال: إنهم حملوا الساعات في لفظ الحديث على اصطلاح الفلكيين والساعة في اللغة للوقت القليل وكرر هذا في مؤلفات: الإتحاف والأبحاث والمنار، وذهب ابن القيم (?) إلى نصرة مذهب أحمد بتكلف وتعسف والحق هو الأول (كمثل الذي يهدي بدنة) الهدي ما هدي إلى البيت الحرام والبدنة تقع على الجمل والناقة والبقر وهي بالإبل أشبه سميت بدنة لسمنها وعظمها أفاده في النهاية (?).

قلت: وليس المراد هنا إلا من الإبل لقرينة ما بعده (ثم كالذي يهدي بقرة) هو مثال الآتي في الثانية (ثم كالذي يهدي الكبش) مثال الآتي في الساعة الثالثة والكبش الفحل من الغنم وتسميته هديًا من باب مجاز المشاكلة لما عرفته في النهاية (?) من اختصاص الهدي بالإبل ثم البقر. (ثم كالذي يهدي دجاجة) هو الآتي في الساعة الرابعة وهو أيضًا من المشاكلة مثل قوله (ثم كالذي يهدي بيضة) فإن الدجاجة والبيضة لا يكونان هديًا وهو الآتي في الساعة الخامسة وقيل الجميع يسمى هديًا والكاف في قوله كمثل زائدة أي مثله مثل الذي يهدي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015