فلا يكفأ بل يغطى وبالآنية ما هي خالية عن ذلك فتكفى تقلب على أفواهها والمراد أنه لا يبقى شيء مفتوحًا من باب ولا قربة ولا جرة ولا إناء (حم خد د حب ك عن جابر) (?) رمز المصنف لصحته وقال الحاكم: صحيح [1/ 195] على شرط مسلم وأقره الذهبي.
694 - " إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب؛ فأنا أولاكم به؛ وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه بعيد منك فأنا أبعدكم منه (حم ع) عن أبي أسيد أو أبي حميد (ض) ".
(إذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم) تقبله وتعلم أنه من كلامي وطريقتي وتقبل ما فيه من المعاني وأنها من هديي (وتلين له أشعاركم وأبشاركم) تنشط له ولا تقشعر منه ولا تأباه وتنفر عنه (وترون أنه منكم قريب) ترون ما فيه من أمر ونهي وترغيب وتزهيد مما تأتون به وتنتهون عنه (فأنا أولاكم به) واعلم أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث متمما لمكارم الأخلاق داعيًا إلى دار السلام مذكرًا للمؤمنين منذرًا للعاصين مزهدًا في الدنيا مرغبًا في الأخرى واصفًا لربه بأشرف الصفات وأتمها وأكملها مخبرًا برسله بتصديق بعضهم بعضًا في دعاء الخلق إلى الله تعالى آمرًا بكل معروف ناهيًا عن كل منكر فكل حديث أفاد هذه المعاني تعرف القلوب أنه من كلامه - صلى الله عليه وسلم - وأنه هديه وطريقته وينبسط له الشعر والبشر وكل حديث وارد في خلاف هذه المعاني من الترغيب إلى الدنيا وتحبيبها إلى العباد ومن ذكر صفات له تعالى ليست على أكمل الكمال ونحو ذلك من كل ما خالف هديه وطريقته يميّز بها بين كلامه وكلام غيره، وهذا واضح للقلوب