العارفة بالله ورسله وقلوب العلماء الممارسين لكلامه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول بعض علماء السنة إني لأعرف نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلامه كما يعرف الشعراء من مارس كلامهم نفس بعضهم من بعض وهذا ما أفاده قوله: (وإذا سمعتم الحديث) ينقل لكم (عني تنكره قلوبكم وتنفر عنه أشعاركم وأبشاركم وترون أنه بعيد منكم) تقدم تفسير قربه منهم فالبعيد ضده (فأنا أبعدكم منه) فهذا تبعيد للعلماء العارفين وأئمة الدين فيما يسمعونه من الأحاديث ومعيار صادق في ذلك (حم ع عن أبي أسيد) (?) بضم الهمزة عن خط المصنف قال والصواب خلافه وهو الساعدي صحابي معروف (وأبي حميد) تقدم الكلام عليه رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

695 - " إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوا عليه، وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارا منه (حم ت ن) عن عبد الرحمن (ن) عن أسامة بن زيد (صح) ".

(إذا سمعتم بالطاعون) تقدم تحقيقه (بأرض فلا تدخلوا عليه) تلك الأرض بعدًا عنه (وإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها فرارًا منه) استشكل ذلك بأنه مثل التداوي والفرار من الأسد والثعبان ومن الجدار المشرف على الانهدام ونحوه وأجيب عنه بأن أهل الطب قد صرحوا بأنه يجب على كل متحرز من الوباء أن يخرج من بطنه الرطوبات الفضلية ويقلل الغذاء ويميل إلى تبريد البدن من كل وجه إلا الرياضة والحمام فإنهما مما يجب أن يحذر منهما لأن الإنسان لا يخلو غالبًا عن فضل رديء كامن فيه فتثيره الرياضة والحمام وذلك يجلب علة عظيمة قالوا:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015