(إذا توضأ أحدكم فأحسن) الوضوء بضم واوه لأن المراد الفعل، وإحسانه هو إسباغه وهو إتمامه وإكماله (ثم خرج إلى المسجد لا ينزعه) لا يخرجه ويهمه (إلا الصلاة) ففيه إخلاص الحركة لأجلها إلا أنها تكون تبعًا لغيرها (فلم تزل رجله اليسرى تمحو عنه سيئة) قدم القدم اليسرى لأن أثرها وهو المحو أقدم لأنه تخلية وأثر اليمنى تحلية والأول أقدم من الثاني ونسب المحو إلى نفس القدم مجاز لأنها سبب المحو كما نسب الكتب في قوله (وتكتب له اليمنى حسنه حتى يدخل المسجد) وجعل الأشرف وهو إثبات الخير للأشرف وهي اليمنى ومحو الشر لليسرى (ولو يعلم الناس ما في العتمة) هي صلاة العشاء والعتمة، ظلمة الليل أطلقت على الصلاة كما أطلق (الصبح) وهو اسم للصباح على صلاة الفجر أي لو يعلمون ما فيهما من الأجر (لأتوهما) إلى المساجد على كل من الأحوال (ولو) كان الإتيان (حُبوًا) بضم المهملة والموحدة مصدر حبا الرجل حبوًا كسموٍ مشا على يديه وبطنه وحبى الصبي حبوًا كسهو مشى على إسته وأشرف بصدره أفاده القاموس (?) والمراد هنا الأول، إن قلت قد ورد في فسلم (?) النهي عن تسمية صلاة العشاء بالعتمة وقال: لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنه في كتاب الله العشاء وهم يعتمون بحلاب الإبل، وفي معناه أحاديث أخر.
قلت: في النهاية (?) أنه نهاهم عن الاقتداء بالعرب في تسمية العشاء عتمة واستحب لهم التمسك بالاسم الناطق به لسان الشريعة وقيل: المراد لا يغلبنكم فعلهم هذا فتؤخروا صلاتكم و [لكن] صلوها إذا حان وقتها. انتهى.
قلت: ولا يخفى أن الوجه الآخر لا يطابق حديث أبي هريرة عند ابن ماجه وفيه: إنما تقولون عتمة لإعتامهم بالإبل فإنه ظاهر في النهي عن التسمية فأولى