بالإقبال عليه والرضاء عنه والتوكل عليه، والحب والبغض فيه ودوام ذكره وأن يكون أحب إليه من كل شيء سواه، ولا حياة له ولا نعيم ولا لذة إلا به، كانت الأحزان والهموم التي هي آلام القلوب إذا فقد هذه الأمور التي هي بمنزلة عداه وصحته وحياته متسارعة إليه من كل صوب واردة عليه من كل جهة تثيرها الشرك بالله والغفلة عنه والاستهانة بمحابه ومراضيه وترك التفويض إليه والاعتماد عليه والشك في وعده ووعيده فدواء هذا الهم هو إفراغ التوحيد عليه وغسل درن همه وغمه وهذه الكلمات الشريفة التي أرشد إليها - صلى الله عليه وسلم - طبيب القلوب ورسول علام الغيوب هي الأدوية النافعة والمراهم القاطعة الناجعة قد اشتملت على التوحيد وإثبات الربوبية والتحقق بالعبودية والتأكيد للكلمة الشريفة بقلع شجرة الغفلة من أصلها وتجثيث شجرته الخبيثة من ارض القلب، وتأتي أدوية أخرى في دواء هذا الداء كلها عائدة إلى معنى ما ذكرنا (طس عن عائشة (?)) رمز المصنف لصحته فيما رأينا مقابلاً على خطه وقال الشارح: رمز لحسنه وكأنه لشواهد وإلا ففيه محمد بن موسى البربري قال في الميزان عن الدارقطني: غير قوي، وفي اللسان: ما أحد جمع من العلم ما جمع، وما كان يحفظ إلا حديثين (?).
450 - " إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي؛ فإنها من أعظم المصائب (عد هب) عن ابن عباس (طب) عن سابط الجمحي (ض) ".
(إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي) فإن كل مؤمن من المتقدمين والمتأخرين مصاب بفقده - صلى الله عليه وسلم - وفقد الوحي الذي كان يأتيه بخير الدارين