ويؤخذ منه أن من أرضى الناس ولم يحسن فيما بينه وبين ربه لم يكفه الله شر الناس (ومن أصلح سريرته) باطن أمره ونيته (أصلح الله علانيته) أطاب ذكره وأحسن أمره وفيه أن من أصلح ظاهره دون باطنه لم يصلح الله علانيته، بل يكون ذامه أضعاف مادحه إن بقي له من يمدحه، وتمام الحديث عند مخرجه "ومن عمل لآخرته كفاه الله عَزَّ وَجَلَّ دنياه"، فهذا الحديث قد بين أن سعادة العبد وصلاحه وفلاحه إنما هو في رضا الحق تبارك وتعالى، وأن قلوب الخلق بيده يقذف فيها ما يشاء للعبد من مذمة أو غيرها، فليجعل العبد هذا الحديث نصب عينيه ونور حدقة فكره ويعلم أن المخلوقين لا ينفعونه ولا يضرونه إلا بأن يجلب على نفسه بذنوبه ما يكون سبباً لتسليط الله لهم عليه (ك (?) في تاريخه عن ابن عمرو) وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
8321 - "من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية فلا يتكلمن بالفارسية، فإنه يورث النفاق. (ك) عن ابن عمر (صح) ".
(من أحسن منكم أن يتكلم بالعربية) التي هي أشرف اللغات لغة القرآن ولغة الرسول ولغة أهل الجنة في الجنة. (فلا يتكلمن بالفارسية) يحتمل أن المراد كل لغة غير العربية لا خصوص الفارسية. (فإنه) أي التكلم بالفارسية. (يورث النفاق) قيل: أراد النفاق العملي لا الإيماني أي يتقاضاه ذلك أن ينافق في الأعمال والمراد إذ اعتاد ذلك وهجر العربية لأنه يعاقب على هجره لأشرف اللغات بعدم إخلاصه لأعماله، ولأنه إذا هجر العربية عسر عليه معرفة معاني كلام الله وكلام رسول - صلى الله عليه وسلم - حيث أعرض عن هذه النعمة العظمى وهي معرفة