المراد قتلوا في سبيل الله ويؤيده أنه لم يقيده بقوله لم يبلغوا الحنث، كما قيد من مات له ثلاثة من الولد، ويحتمل أنه أريد به ذلك الذي سلف وأنه مقيد به وقوله: "في سبيل الله" أي في الموت فإنه سبيل الله أي الطريق التي جعلها الله لعباده يسلكونها إلى لقائه (فاحتسبهم على الله) أي جعل ما أصابه من فقدهم مدخراً له عند الله تعالى (وجبت له الجنة) جزاء على حرقة ما أصابه. (طب (?) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجال الطبراني ثقات انتهى.

8284 - "من أثنيتم عليه خيرًا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شرًّا وجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض. (حم ق ن) عن أنس (صح) ".

(من أثنيتم عليه) من أمواتكم (خيرًا) بالصلاح والتقوى. (وجبت له الجنة) قال في بعض شروح المصابيح: المراد بالوجوب الثبوت لا معناه المعروف في الاصطلاح (ومن أثنيتم عليه شرًّا) بذكره بعدم الصلاح والتقوى (وجبت له النار) فيه دليل على أن ما أجراه الله على ألسنة العباد من الثناء على عباده بخير أو شر فهو الذي يكون له عند الله تعالى، وأنه لا يطلق ألسنة العباد إلا بما هو الواقع عنده، ويحتمل أن المراد في الحياة وبعد الممات وإن كان الحديث وارداً في الأموات. وأما المثنون فلم يذكر لهم عدد معين فيحتمل أن يراد من يعرفه جميعاً أو الأكثر أو البعض وفيه أن الثناء يطلق على الذم وإن كان الأشهر إطلاقه في المدح، فإن قلت: هذا يعارضه حديث البخاري: "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا" (?) والثناء بالشرِّ سب. أجيب بأنه خاص بالمنافقين الذين عرف الصحابة بأنهم ليسوا على الإيمان وهذا يدل أن النهي في: "لا تسبوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015