الأموات ... " خاص بموتى المؤمنين، وقيل: إن النهي عن السب بعد الدفن. (أنتم شهداء الله في الأرض) في إضافتهم إليه تعالى تشريف لهم بليغ والمراد أنه يجري على ألسنتكم ما هو حال الشخص من خير أو شر وقد قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143]، ولكن في تفسيرها أنهم يشهدون للرسل أنهم بلغوا الأمم يوم القيامة ثم رأيت في "الدر المنثور" (?) عدة أحاديث في تفسير الآية وأنها شاملة لهذه الشهادة الحاصلة في دار الدنيا وفيه عن أنس حديث مرفوع: "ما من مسلم يموت فيشهد له رجلان من جيرانه فيقولان: اللهم إنا لا نعلم إلا خيراً، [4/ 184] فيقول الله لملائكته اشهدوا أني قد قبلت شهادتهما وغفرت ما لا يعلمان" أخرجه الخطيب في تاريخه (?).

وأما هذه الشهادة فهي في الدنيا، ثم قيل: إنه خاص بشهادة الصحابة، وقيل: بشهادة الفضلاء إذ الفسقة قد يشهدون لمن هو على صفتهم؛ والأظهر أن المراد من أجرى الله على لسان عباده الثناء بشر أو خير فهو كذلك من غير نظر إلى حال الشهداء ولا المشهود له والمراد جري ذلك على ألسنتهم من غير عناية لا كما يقع لأهل مكة أنهم يقصدون الثناء على الميت بالخير، يقول واحد: كان من أهل الخير، فيقول جماعة بقوله.

ثم ظاهر هذا إذا أثنى على الجنازة قبل الدفن لا بعده ويحتمل الإطلاق والأحاديث نظير أحاديث: "إن الله إذا أحب عبداً ألقى محبته على أهل السماء ثم على أهل الأرض" (?) ومثله البغضاء. (حم ق ن (1) عن أنس).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015