(من أتى عرافاً أو كاهناً) ومنه المنجم الذي يزعم للنجوم أحكاماً دالة على كذا وكذا ومنه ما لا ينحصر من الذين يدعون المغيبات كمن يطلب من المنجم أن يعلمه ساعة فيها سعادة أو نحس. (فصدقه بما يقول) له ويأمره به. (فقد كفر بما أنزل على محمَّد) من كتاب الله وذلك أنه تعالى يقول: {فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ} [الجن: 26، 27] ويقول: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65] ويقول: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 34] فهذه نصوص تنفي ما يقوله الكُهان والعُراف فمن صدقهم فقد كذب بالقرآن وهو الذي أنزل على محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وهذا داء قد دب في غالب العباد ودرج لا تراهم ألا يسألون المنجم أو الرحيلة أو الحاسب ثم يقولون: قال فلان، وإذا رأوا أمراً غريباً قالوا: قد قال فلان، وأعظم من ذلك ملوك الدنيا يجعل كل ملك له منجمان يخبره عن الحوادث فاتسع الخرق فإنا لله وإنا إليه راجعون، وهذا حكم من صدقه وأما حكمه هو فمسكوت عنه والقياس يقتضي أنه أشد جرماً [4/ 181] فمن صدقه ثم المراد تصديقه فالإثم فيه ولو لم يأته ولا سأله بل أخبره عنه غيره أو أخبره هو من غير سؤال. (حم ك (?) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته قال الحاكم: على شرطهما وقال الحافظ العراقي في أماليه: حديث صحيح.
8267 - "من أتي فراشه وهو ينوي أن يقوم يصلي من الليل فغلبته عينه حتى يصبح كتب له ما نوى وكان نومه صدقة عليه من ربه. (ن هـ حب ك) عن أبي الدرداء (صح) ".