دل عليه الحديث فإنه دل على أنَّ الصائم القائم الدائم أفضل من المجاهد في سبيل الله، فإن شبه به ورتبة المشبه دون المشبه به ولو قلنا: أنه شبيه التسوية لما دل إلى أنهما سواء، وأما الاستشكال المذكور: جوابه أن لفظ: "أعمالكم عام يخص بهذا ونحوه فلا إشكال بين عام وخاص إنما الإشكال في الحديث الذي صرح فيه بتفضيل الذكر على الجهاد تنصيصا فإنه لا يجزئ فيه هذا الجواب وهو حديث أبي الدرداء عند الترمذي وابن ماجة والحاكم: "وخير لكم [4/ 159] من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ذكر الله" (?) وهو أوفى من حديث أحمد الذي أشار إليه في الإشكال.
والجواب: أن فضائل الأعمال تتفاوت بالنظر إلى الرجال وأحوالهم، فالجبان الأفضل له ذكر الله من الجهاد لأنه لا يؤثر في العدو بل قد يخاف عليه الفرار، والشجاع الجهاد أفضل له من الذكر ويجري هذا في مجالات كثيرة تعارض فيها أحاديث الفضائل ولعله قد سلف لنا بسط هذا المعنى (ق ت ن (?) عن أبي هريرة).
8138 - "مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم: الذي إحدى رجليه بيضاء. (طب) عن أبي أمامة (ض) ".
(مثل المرأة الصالحة في النساء) التي وصفها الله في كتابه بقوله: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ للْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ} [النساء: 34] أي مثلها في الوجود في النساء أنها في عزة الوجود. (كمثل الغراب الأعصم) في الغربان قيل: يا رسول الله ما الغراب الأعصم قال: (الذي إحدى رجليه بيضاء) قال ابن الأعرابي الأعصم من الخيل الذي في يديه بياض، وقال الأصمعي: العُصمة بياض في ذراعي الظبى والوعل وقيل: بياض في يديه أو أحدهما كالسوار. قال