كمثل الصائم القائم الدائم الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه حتى يرجع وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله إن توفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالم مع أجر أو غنيمة. (ق ت ن) عن أبي هريرة (صح) ".

(مثل المجاهد في سبيل الله -والله أعلم بالمجاهد في سبيله-) جملة اعتراضية لبيان تعظيم شأن الجهاد وأنه منظور فيه إلى الإخلاص الذي لا يعلمه إلا الله. (كمثل الصائم) نهاره. (القائم) ليله.

(الدائم) على الصيام والقيام والمراد مثله في الأجر (الذي لا يفتر من صيام ولا صدقه) هو صفة للصائم وإن المراد القيام كل أنواع الخير في صومه ومنه الصدقة (حتى يرجع) من جهاده فأجره موفور كأجر من ذكر إلى أن يدخل منزله راجعاً من جهاده. (وتوكل الله تعالى للمجاهد في سبيله) تكفل وهو لفظه في رواية. (إن توفاه) في مخرجه ذلك (أن يدخله الجنة) عند موته كما ورد في الشهداء أو مع السابقين الأولين. (أو يرجعه سالماً مع أجر) الجهاد موفوراً كما سلف أو أجر (أو غنيمة) دون أجر من لم يغنم كما مضى.

ولذا قابل بها الأجر وقيل: أو بمعنى الواو، قال القاضي عياض (?): هذا تفخيم عظيم للجهاد لأن الجهاد وغيره مما ذكر من الفضائل قد قابلها كلها الجهاد حتى صارت جميع حالات المجاهد وتصرفاته المباحة تعدل أجر المواظب على الصلاة وغيرها. وقيل فيه: أنه لا يعدل الجهاد شيء من الأعمال، قيل: يشكل بالحديث الماضي الإشكال أورده الشارح ولم يجب عنه "ألا أنبئكم بخير أعمالكم" إلى أن قال: "ذكر الله" فإن ظاهره أن مجرد الذكر أبلغ مما يقع للمجاهد وأفضل من الإنفاق انتهى.

قلت: أما قوله أنه يدل الحديث على أنه لا يعدل الجهاد شيء، فهذا عكس ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015