والأناة وعدم المسارعة إلى المعاقبة بالذنب وذلك أن الحليم لا يأتي منه إلا كل خير، الرفق بالرعايا واللطف بهم فتكون ولايته من الألطاف للعباد القائدة لهم إلى كل خير (وقضى بينهم علماؤهم) أي جعل الحكم وفصل القضايا إلى العلماء لأنهم الذين بأنوارهم يُهتدى والمراد بهم العاملون لما يأتي من حديث ابن عمر: "أن القضاة ثلاثة ثم عد منهم من عرف الحق وحكم بغيره فهذا عالم قاض إلا أنه لا خير في قضائه". (وجعل المال في سُمَحائهم) لأنهم الذين يبذلون المال ويفيض من أيديهم على من سواهم ويخرجون الواجبات وينالها الفقراء ويصلون الرحم ويساهلون الناس في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء. (وإذا أراد بقوم شرًا ولّى عليهم سفهاءهم) في القاموس (?): السفه: محرَّكَ خِفَّةُ الحلم أو نقيضه أو الجهل (وقضى بينهم جُهّالهم) فضلّوا وأضلّوا والمراد الذين لا يحكمون بالحق وإن كانوا به عالمين كما تقدم وقد سمى الله العالمال في لا يعمل جاهلاً في القرآن (وجعل المال في بخلائهم) لضد ما سلف من الفوائد الجارية على أيدي أهل السماحة (فر عن مهْران (?)) بكسر الميم وسكون الهاء فراء آخره ألف ونون هو مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورمز المصنف لضعفه وقال في مسند الفردوس: إسناده جيد.

391 - " إذا أراد الله بقوم نماء رزقهم السماحة والعفاف، وإذا أراد بقوم اقتطاعا فتح عليهم باب خيانة (طب) وابن عساكر عن عبادة بن الصامت (ض) ".

(إذا أراد الله بقوم نماءًا) النماء: الزيادة والكثرة وهو عام هنا في المال والولد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015