لصحته، قال الشارح: والذي رأيناه فيما قوبل على خطه لحسنه.
7782 - "ما أخشى عليكم الفقر، ولكني أخشى عليكم التكاثر، وما أخشى عليكم الخطأ، ولكني أخشى عليكم التعمد. (ك هب) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما أخشى عليكم الفقر) أن يصبكم. (ولكني أخشى عليكم التكاثر) في الدنيا، قال الطيبي: أعلم أصحابه وإن كان في الشفقة عليهم كالأب، لكن حالهم في أمر المال يخالف حال الولد، وأنه لا يخشى عليهم الفقر كما يخافه الوالد، بل يخشى عليهم الغنى الذي هو مطلوب الوالد لولده.
قلت: الذي يظهر أنه إخبار لهم بأنهم يغنون بعده بما يفتح لهم من البلاد، فقد انتفت مخافته الفقر عليهم، وأن يضلوا لسببه ويعصو الله لأجل الفقر لكنه يخشى عليهم فتنة الغنى وهي التكاثر في الدنيا. (وما أخشى عليكم الخطأ) لأن الله يعفو عنه. (ولكني أخشى عليكم التعمد) فإنه لا يعفى عنه. (ك هب (?) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي.
7783 - "ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به. (حمِ ق د ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(ما أَذِنَ الله) بكسر الذال المعجمة مصدر أذن بفتح أوله أي استمع ولا يجوز حمله هنا على الإصغاء لأنه محال عليه تعالى، ولأن سماعه لا يختلف، فيجب تأويله على تقريب القارئ وإجزال ثوابه، أو قبول قراءته. (لشيء ما أَذِنَ لنبي حسنِ الصوتِ يتغنَّى بالقرآن يَجْهَرُ به) يحسن به صوته بخشوع وخضوع وتدبر، قال سفيان: المراد بالقرآن ما يقرأ من الكتب المنزلة من كلامه تعالى وفيه الحث على تحسين الصوت بالقراءة فإنه أدعى لإقبال قلب السامع عليه