تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9] فالعامل تارك للسعي المأمور به فهو فاعل بمنهي عنه باللزوم ولذا ذهب جماعة إلى عدم صحة البيع حال الصلاة والحديث دال على تحريم العمل من بعد النداء (فر عن أنس) (?) رمز المصنف لضعفه وذلك لأن فيه عبد الجبار القاضي قال الذهبي من علماء المعتزلة، وفي الضعفاء: داعية إلى الاعتزال، وفيه سعيد بن ميسرة قال ابن حبان: يروي الموضوع.
374 - " إذا أراد الله بعبد خيرًا جعل صنائعه ومعروفه في أهل الحفاظ، وإذا أراد الله بعبد شرًّا جعل صنائعه ومعروفه في غير أهل الحفاظ (فر) عن جابر (ض) ".
(إذا أراد الله بعبد خيرًا) إرادته تعالى الخير بعبده تفضل منه وإحسان جزاء على عمل صالح أسلفه العبد أو نية حسنة أو هو محض فضل منه تعالى فإرادته الخير من باب تيسير اليسرى الذي أفاده قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7)} [الليل: 5 - 7] فإرادته الخير لعبده كزيادة الهدى لمن اهتدى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى} [محمد: 17] فكل ما في هذه الأحاديث من إرادته الخير فهي من باب تيسير اليسرى كما في الآيات {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ}، {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} [النساء: 28] إرادته تعالى بعبده الشرّ لا يكون إلا عقوبةً له على قبيح أسلفه وهو تيسيرًا لعسرى التي أفادها قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10)} [الليل: 8 - 10] وأفادها قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41] ومثل: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي