الصادق والمعاينة قد يخطئ فقد يرى الإنسان الشيء على خلاف ما هو عليه كقصة موسى عليه السلام والسحرة، وإن حمل على الثاني، فالمراد ليس المعاينة كالخبر بل هى أقوى وآكد لأن المخبر لا يطمئن قلبه ويزول عنه الشكوك في خبر من يجوز عليه السهو والغلط والحاصل أن خبر الصادق أقوى من المعاينة وخبر غيره عكسه هذا معنى ما قاله.

قلت: وما قاله محل تأمل فالحديث عام لخبر الصادق وغيره إذ المعاينة في خبر الصادق تفيد عين اليقين وخبره يفيد علم اليقين وبينهم بون وأما في خبر غيره فكون المعاينة أقوى أظهر وأما كونها قد تكذب كقصة موسى فنادر والإخبار عن الغالب، والحديث الآتي قاض بدخول خبر الله، ويقاس عليه خبر رسوله ويدخل خبر الغير بالأولى لأنه إذا كانت المشاهدة آكد في حق خبر الصادق فأولى أنها آكد في خبر غيره وفيه احتمال آخر وأن المراد ليس الخبر عن الشيء وصفاته تصيره كالعيان بل لا بد عند المعاينة من ظهور زيادة أو نقصان عما احتوى عليه الإخبار عنه وهذا الحديث من جوامع الكلم ويعد من الكلمات السائرة (طس (?) عن أنس خط عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: رجاله ثقات، وقال الزركشي: ظن كثير من الشراح أنه ليس بحديث وهو حديث حسن أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من طرق، وقد قيل: إنه معلول بأن هشيماً لم يسمعه من أبي بشر وزيادته قال ابن حبان: لم يتفرد به أبو بشر بل له طرق ذكرتها في المعتبر في تخريج أحاديث المنهاج والمختصر (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015