7557 - "ليس الخبر كالمعاينة إن الله تعالى أخبر موسى بما صنع قومه في العجل فلم يلق الألواح فلما عاين ما صنعوا ألقى الألواح فانكسرت. (حم طس ك) عن ابن عباس (صح) ".
(ليس الخبر كالمعاينة) بدليل. (إن الله تعالى خبر موسى بما صنع قومه في العجل) بقوله تعالى: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} الآية [طه: 85] (فلم يلق الألواح) التي أنزلها الله إليه أي لم يشتد غضبه حتى ألقاها. (فلما عاين ما صنعوا) من عكوفهم على عبادة العجل غضب و (ألقى الألواح فانكسرت) لعظم ما هاله مما آتوه من المعصية فدل على أن المعاينة أعظم من الخبر مع أنه أخبره المحيط بكل شيء علماً فلم يقع منه الخبر كما وقعت منه المعاينة وفيه أنه يحتمل أن المراد ليس أثر الخبر عند المخبر كأثر المعاينة وإن كانا سواء في قوة التصديق لكن يصدر عن المعاينة ما لا يصدر عند الخبر وهذا الاحتمال أليق بالاستدلال بقصة الكليم (حم طس ك (?) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح وصحَّحه ابن حبان.
7558 - "ليس الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي ولكن الخلف أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي. (ع) عن زيد بن أرقم (ح) ".
(ليس الخلف) مصدر أخلف وعده والمراد الخلف الذي هو أحد خصال المنافق كما سلف في: آية المنافق في ثلاث. (أن يعد الرجل ومن نيته أن يفي) أي وعد حال كونه ناوياً للوفاء بوعده فعرض ما منع من الوفاء فهذا لا يكون مخلفاً لوعده ولا مذموماً ولا آثماً. (ولكن الخلف) المذموم (أن يعد الرجل ومن نيته أن لا يفي) فهذا هو المذموم ولو اتفق أنه وفي فإنه آثم بالنية للخلف ما