نبوته والظاهر أنه أريد الأكل حقيقة بدليل: (فإن لم يأكله أصابه من غباره) بأن يكون كاتبًا أو شاهداً أو راضياً به (د هـ ك (?) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وأقره الذهبي في التلخيص، قال: إن صح سماع الحسن من أبي هريرة، وقال في المهذب (?): لم يصح للانقطاع.
7514 - "ليأتين على أمتي ما أتى علي بني إسرائيل حذو النعل بالنعل حتى إن كان منهم من الآتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار إلا ملة واحدة ما أنا عليه وأصحابي. (ت) عن ابن عمرو".
(ليأتين على أمتي) قال القاضي: المراد أمة الدعوة فيندرج فيه جميع أرباب الملل والنحل الذين ليسوا على قبلتنا أو أمة الإجابة، والمراد بالملل الثلاث والسبعين مذاهب أهل القبلة، وقال الطيبي: عدى يأتي بعلى بمعنى الغلبة (ما أتى علي بني إسرائيل) في رواية الترمذي (كما أتى) قيل: الكاف اسمية أي مثل الذي أتى وهو فاعل يأتين على بني إسرائيل (حذو) بالنصب على المصدرية أي يحذو حذو والحذو بالمهملة فمعجمة التقدير والقطع، وحذوت: (النعل بالنعل) قدرت كل واحدة على صاحبتها وقطعتها، قال الطيبي: حذو النعل استعارة في التماثل.
قلت: وفي التمثيل بذلك تقبيح لما يأتونه من متابعة الأمم في الضلالات والجهالات والبدع المقبحات (حتى إن كان منهم) بني إسرائيل (من يأتى أمه) يفجر بها (علانية) ظاهراً بين الناس (لكان) قال الطيبي: اللام فيه جواب إن على تأويل لو كما أن لو تأتي بمعنى إن وحتى هي الداخلة على الجملة الشرطية.