جمع صعيد كطريق لفظًا ومعنا (تجأرون) ترفعون أصواتكم بالاستغاثة والجوار في الطرقات شأن الخائفين (لا تدرون تنجون أو لا تنجون) فيه بيان أنه ينبغي أن يكون خوف الإنسان أكثر من رجائه وأنه لا يقطع بالنجاة مع الاستغاثة وطلب الإقالة فالأمر مهول، والمكلف لا يدري ما إليه يؤول كان بعضهم إذا آوى إلى فراشه يقول: ليت أمي لم تلدني فيقال له إن الله قد أحسن إليك وهداك إلى الإِسلام فيقول نعم، لكن أنا وارد إلى جهنم ولم يبين أني صادر. (طب ك هب (?) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رواه الطبراني من طريق ابنة أبي الدرداء عن أبيها ولم أعرفها وبقية رجاله رجال الصحيح.
7421 - "لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً، يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة، ويتهم الأمين، ويؤتمن غير الأمين، أناخ بكم الشرف الجون الفتن كأمثال الليل المظلم. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرًا ولضحكتم قليلاً) كأنه قيل: لماذا يا رسول الله؟ قال: (يظهر النفاق وترتفع الأمانة، وتقبض الرحمة) أي رحمة الله لعباده تقل لظهور الخبث فيهم (ويتهم الأمين) لغلبة سوء الظن الفاشي عن خبث الطويات (ويؤتمن غير الأمين) لسوء نظر الولاة وقبح سرائرهم (أناخ بكم الشرف) بالشين المعجمة والراء والفاء النوق السود، ويروى بالقاف ما يأتي من الغبن من قبل المشرق (الجون) المراد السود وإن كان يطلق على الأسود والأبيض إلا أنه أريد هنا الأول لقريب التشبيه بالليل انتهى. (الفتن) عطف بيان مما قبله شبه الفتن بالنوق السود (كأمثال الليل المظلم) يملأ الآفاق ويسود به الأكوان،