(وكان عرشه على الماء) قيل: فيه صراحة بأن أول المخلوقات العرش والماء الله أعلم أيهما كان أسبق والحديث إخبار عن سابقية تقدير الخلائق ورد على من ادعى أن "الأمر أنف" (م) (?) عن ابن عمرو) ورواه عنه الترمذي ولم يخرجه البخاري.
6204 - "كتب ربكم على نفسه بيده قبل أن يخلق الخلق: "رحمتي سبقت غضبي"". (هـ) عن أبي هريرة (صح) ".
(كتب ربكم على نفسه بيده) يجب الإيمان به والسكوت عن تأويله مع تنزيه الرب [3/ 222] عن الجارحة والتأويلات سبق نظائرها غير مرة. (قبل أن يخلق الخلق) يوجد شيئاً من الأشياء. (رحمتي سبقت غضبي) هذا المكتوب ويدخل في قبلته خلق الخلق اللوح والقلم إلا أن لفظ "كتب" يشعر بأنهما خاصة قد خلقاً؛ لأنهما آلة الكتابة ويحتمل أن الكتاب كتابة عن ثبوت الأمر المكتوب وتحققه كتحقيق ما رقم ورسم وهو إعلام بسعة رحمته تعالى وأنها السابقة على غضبه فلا يبقى له أثر بعد تقدم الرحمة، وقال القاضي: التزمها تفضلا وإحسانا والمراد بالرحمة ما يعم الدارين. وقال سعد الدين التفتازاني: الكتابة باليد تصوير وتمثيل لا بيانه وتقديره، قال النووي (?): غضب الله ورحمته يرجعان إلى عقوبة العاصي وإثابة المطيع والمراد بالسبق كثرة الرحمة وسعتها كما يقال غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثر منه، قال الطيبي: هذا على وزن {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} [الأنعام: 54] أي أوجب (هـ) (?) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته فيما قوبل على خطه وقال الشارح لحسنه.