والمعنى واحد قاله - صلى الله عليه وسلم - في كسر الربيع ثنية الأنصارية.

6202 - "كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض" (ش) وابن جرير عن أبي سعيد (ح) ".

(كتاب الله) الإضافة عهدية: إذا أطلق فالمراد به القرآن. (هو حبل الله) أي السبب الذي يتوصل به إلى رضائه تعالى. (الممدود من السماء) محل إنزاله. (إلى الأرض) محل العمل به فهو السبب الذي يوصل إلى رضا الله وقد مده الله لعباده وجعله وصلة لهم إليه فمن لم يصل به إلى الله تعالى فمن قبل نفسه أتى، والحديث حث على التمسك بكتاب الله وشبه المعلوم بالمحسوس إبانة لظهور كونه وصلة إليه تعالى وصلة المحسوس بعضها إلى بعض. (ش) وابن جرير (?) عن أبي سعيد) رمز المصنف لحسنه.

6203 - "كتب الله تعالى مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات الأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء". (م) عن ابن عمرو (صح) ".

(كتب الله تعالى مقادير الخلائق) من حيوان وجماد وملك وإنسان وشيطان وجان أي كمياتها أو قدرها من صغير وكبير وعظيم وحقير وليس المراد أصل التقدير فإنه أزلي ابتداءً. (قبل أن يخلق السماوات الأرض بخمسين ألف سنة) قيل: معناه طول الأمد وتكثير ما بين الخلق والتقدير من المدة لا التحديد إذ لم يكن قبل السماوات والأرض سنة ولا شهر فلا تدافع بينه وبين خبر الألفين.

قلت: يصح أن يكون على التحقيق والتحديد وهو مقدار علم الله أنه ذلك القدر لو كانت الأعوام والشهور ويبقى النظر في التلفيق بينه وبين خبر الألفين وجوابه ما مر نظيره أن ذكر الأقل لا ينافي ذكر الأكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015