التكبر عن كسب يده؛ لأن نبي الله مع علو درجته اتخذ هذه الحرفة، وفيه أن التجارة لا تسقط المروءة، قال القرطبي: الحرف والصنائع غير الدنيئة زيادة في فضل أهل الفضل لحصول مزية التواضع والاستغناء عن الغير وكسب الحلال الخالي عن المنة. (حم م هـ) (?) عن أبي هريرة).
6190 - "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن وافق خطه فذاك". (حم م د ن) عن معاوية بن الحكم (صح) ".
(كان نبي من الأنبياء) إدريس أو دانيال أو خالد بن سنان. (يخط) قال القاضي: أي يضرب خطوطاً كخطوط الرمل فيعرف الأحوال بالفراسة بتوسط تلك الخطوط، قال الزمخشري (?): كانت العرب تأخذ خشبة وتخط خطوطاً كثيرة على عجل كي يلحقها العدد وتمحوا خطين فإن بقى زوج فهو علامة النجاح أو فرد فعلامة الخيبة (فمن وافق خطه) نصب على مفعوليه وافق فاعله ضمير من أي من وافق خطه: في الصورة والحالة وهي قوة الخاطر في الفراسة وكماله في العلم والورع الموجبين لها (فذاك) الذي يجدون إصابته أو فذاك الذي يصيب ذكره القاضي (?) قال: والمشهور خطه بالنصب لكون الفاعل مضمراً وروى بالرفع فيكون المفعول محذوفاً، قيل الحديث سيق للزجر عنه والنهي عن تعاطيه لأن خط ذلك النبي كان معجزة وعلمًا لنبوته وقد انقطعت نبوته ولم يقل، فذلك الخط حرام دفعا لتوهم أن خط ذلك النبي حرام، وقال النووي (?): الصحيح [3/ 219] أن معناه من وافق خطه فهو مباح له لكن لا