وما فيها إليه وأحبت لقاءه. (وإذا كره لقائي كرهت لقائه) لأنه لا يكره لقاءه تعالى إلا من سوء ما بينه وبينه بالأوزار كما قيل:
أسأت إلي فاستوحشت مني ... ولو أحسنت آنسك الجميل
وقيل لأبي حازم: ما لنا نكره الموت؟ قال: لأنكم أخربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم والإنسان يكره الانتقال من العمران إلى الخراب، وقال الزمخشري (?): مثل حاله بحال عبد قدم على سيده بعد عهد طويل وقد اطلع مولاه على ما كان يأتى ويذر فإما أن يلقاه ببشر وترحيب بما رضي من أفعاله أو بصد ذلك بما سخط منها. مالك (خ ت) (?) (?) عن أبي هريرة).
6001 - "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)}، قال الله: "حمدني عبدي"، فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)}، قال الله: "أثنى علي عبدي"، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)}، قال الله: "مجدني عبدي"، فإذا قال: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)}، قال الله: "هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل"، فإذا قال: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}، قال: "هذا لعبدي ولعبدي ما سأل". (حم م 4) عن أَبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى: قسمت الصلاة) أي قراءتها كما دل له آخره، والمراد الفاتحة، سميت صلاة لأنها لا تصح الصلاة إلا بها نحو: "الحج عرفة" أشار إليه المنذري.
قلت: ونكتة الإتيان بالمجاز أنه لو أتى بالحقيقة وقال: قسمت الفاتحة