(قال الله تعالى: إذا هم عبدي بحسنة) أرادها مصمما عليها عازما على فعلها. (ولم يعملها) لأمر عاقه عنها. (كتبتها له حسنة) لأنه بالهم بها استحق من كرم ربه أن لا يهمل همه لأنه خير، إذ الهم بالخير خير، والحديث ظاهر أنه لو تركها اختيارا لا لعائق عاقه عنها. (فإن عملها كتبتها له عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف) أي أضعفها له تضعيفا ينتهي لمن أشاء إلى سبعمائة وإنما قيدناه بذلك لأنه قد ثبت بإخباره أن الحسنة بعشر أمثالها حتمًا من فضله تعالى فالتضعيف إلى أكثر منها فضل من الله لمن أراده تعالى. (وإذا هم بسيئة ولم يعملها) قيل أي تركها خوفا منه تعالى ومراقبة له لأجل زيادة مسلم إنما تركها من أجلي فإن تركها لأمر آخر منعه منها فلا.
قلت: بل يكتب عليه إثم الإصرار لا غير. (لم أكتبها عليه) لطفاً منه بعباده حيث لم يعاقبهم على الهم بالسيئات وإثابتهم على الهم بالحسنات. (فإن عملها كتبتها عليه سيئة واحدة) فضلاً منه تعالى وجودا ولم يقيد ذلك بعلته كما قيده في حديث الحسنة بلفظ له لعدم الاعتناء بالشر ومحبة الخير للعبد وقيدها بواحدة تحقيرا لها، والحديث سيق لبيان فضل الله لما على عباده وعدله لهم. (ق ت) (?) عن أبي هريرة).
6000 - "قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي كرهت لقائه". مالك (خ ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(قال الله تعالى: إذا أحب عبدي) الحقيق بالإضافة إلى وتشريفه بها وهو المؤمن. (لقائي) قيل الموت، وقال ابن الأثير (?): المصير إلى الآخرة وطلب ما عند الله وليس المراد الموت لأن كلا يكرهه، فمن ترك الدنيا وأبغضها أحب لقاء الله، ومن آثرها كره لقاءه. (أحببت لقاءه) أي أردت له الخير، ويحتمل إذا أحب الجنة ونعيمها وجوز عليها رغب في الأعمال الصالحات فاشتاقت الجنة