حب العبد ذكر مولاه فإن من أحب شيئا ولع بذكره ولهج قلبه ولسانه به. (وعلامة بغض الله) فيه احتمالان. (بغض ذكر الله عَزَّ وَجَلَّ) لأن من أبغض شيئا أبغض لفظه وكل [3/ 76] ما يتعلق به ولذا قيل:
وإذ كرهت بنا كرهت حديثه ... وإذا سمعت غناه لم أطرب
والحديث إعلام لنا بعلامة من يحب الله فيلزمنا محبته وموالاته وعلامة من يبغضه فيلزمنا بغضه ومعاداته اللهم إنا نسألك حبك والولوع بذكرك ونعوذ بك من بغضك ونسألك رضاك. (هب (?) عن أنس) سكت عليه المصنف ورواه عنه الحاكم والديلمى.
5433 - "على الخمسين جعة. (قط) عن أبي أمامة (ض) ".
(على الخمسين) من الرجال المكلفين (جعة) أي صلاة جمعة ومفهوم عدده أنه لا جمعة على غيرهم من عدد أقل ولا أكثر إلا أن الحديث سيق لبيان أقل من يجب عليهم الجمعة فليس مفهوم الأكثر ملاحظا والعمل بهذا الحديث رواه مذهبا لعمر بن عبد العزيز وقولا لابن حنبل ابن حزم في المحلى وفي عدد من يجب عليه الجمعة أربعة عشر قولا سردها السرخسي في شرح هداية الحنفية ولا يخفى أن مفهوم العدد مطرح عند عامة الأصوليين إلا أن تمام الحديث عند مخرجه: "ليس فيما دون ذلك جمعة" وما كان للمصنف حذفه وفيه نفي مفهوم الأكثر وبيان أنه سيق لمعرفة مقدار أقل من يجب عليه الجمعة. (خط (?) (?) عن أبي أمامة) رمز المصنف لضعفه لأنه تعقبه مخرجه بأن جعفر بن الزبير أحد