أي مدة دوام استطاعتي ومعناه الاعتراف بالعجز والقصور عن القيام بالواجب من حقه تعالى. (أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك) بفتح الهمزة وضم الباء فواو مهموز أي أعترف وألتزم وأصل البوء اللزوم ومنه: "فقد باء بها أحدهما" أي التزمها ورجع بها. (بنعمتك علي، وأبوء بذنبي) أي أعترف وقيل معناه: أحمله برغمي لا أستطيع صرفه عني وقال الطيبي: أعترف أولى لأنه تعالى أنعم عليهم ولم يقيده يشمل كل الإنعام ثم اعترف بالتقصير وإن لم يقم بأداء شكرها وعده ذنبا مبالغة في التقصير وهضم النفس. (فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) هو اعتراف بالذنب وإقرار بأنه لا غافر له سواه تعالى وفائدة الاعتراف محو الاقتراف كما قيل:
وإن اعتراف المرء يمحق ذنوبه ... كما أن إنكار الذنوب ذنوب
(من قالها) أي هذه الكلمات. (من النهار موقنا بها) أي مخلصا من قلبه مصدقا بها. (فمات من يومه) ذلك. (قبل أن يمسي) أي يدخل في المساء. (فهو من أهل الجنة) أي من الداخلين إليها مع السابقين أو من دون أن يمسه عذاب. (ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة) فينبغي أن يقولها نهارا وليلا كل ذاكر قال ابن أبي جمرة: جمع الحديث من بدائع المعاني وحسن الألفاظ ما يحق له أن يسمى "سيد الاستغفار" وفيه الإقرار لله وحده بالإلهية والعبودية وأنه الخالق والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه والرجاء لما وعده والاستغفار من شر ما جنى على نفسه وإضافة النعم إلى موجدها وإضافة الذنب إلى نفسه ورغبته في المغفرة واعترافه بأنه لا يقدر على ذلك إلا هو، قال: ويظهر أن الذكر المذكور لا يكون سيد الاستغفار إلا إذا جمع صحة النية والتوجه والأدب. (حم خ ن) (?) عن شداد بن أوس) ورواه عنه الطبراني وغيره.