ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها لو أنها أبقيت لك". (ت هـ) عن أبي ذر.

(الزهادة في الدنيا) التي حث الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - عليها. (ليست بتحريم الحلال) على نفسك كأن لا تأكل لحما ولا تجامع الحسناء فقد كان رسول الله قدوة الزاهدين وإمام المتقين يأكل اللحم والحلوى والعسل وينكح النساء ويحب الطيب ونحو ذلك. (ولا إضاعة المال) فإنه منهي عنها كما تقدم. (ولكن الزهادة في الدنيا أن لا تكون بما في يديك) من المال. (أوثق منك بما في يد الله) تعالى فيبخل بإخراجه في وجوه الخير خشية أن لا يخلفه عليك فإنه سوء ظن بالله وحرص على ما في اليد من المال. (وأن تكون في ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها أرغب منك فيها) أي في بقاء ما أصبت به. (لو أنها أبقيت لك) فالزهد مركب من أمرين الوثوق بما عند الله والرغبة في ثواب المصيبة فهو في الحقيقة عائد إلى إيثار ما عند الله على ما عند النفس، قال بعضهم: الزاهد من لا يغلب الحلال شكره ولا الحرام صبره، قال ابن القيم (?): وأحسن الحدود للزهد أنه فراغ للقلب من الدنيا لا فراغ اليد منها، وسئل أحمد بن حنبل عن من معه ألف دينار أيكون زاهدا؟ قال: نعم بشرط أن لا يفرح إذا زادت ولا يحزن إذا نقصت، قال الغزالي (?): الزهد ترك طلب المفقود من الدنيا وتفريق المجموع وترك إرادتها واختيارها قالوا: وأصعب الكل ترك الإرادة القلبية إذ كم تارك لها بظاهره محب لها بباطنه. (ت هـ) (?) عن أبي ذر) قال الترمذي: غريب وقال المناوي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015