معروفهم وتبقى حسناتهم جامعة فيعطونها لمن زادت سيئاته على حسناته فيغفر له ويدخله الجنة فيجتمع لهم الإحسان إلى الناس في الدار والآخرة. (هب ((?) عن أبي هريرة) لم يسكت عليه البيهقي بل قال عقيبه: وصله منكر وإنما يروى منقطعاً.
4353 - "رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس، وما يستغني رجل عن مشورة، وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وإن أهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة ". (هب) عن سعيد بن المسيب مرسلاً.
(رأس العقل بعد الإيمان بالله التودد إلى الناس) فيه وفيما قبله أن من تودد إلى الناس وليس بمؤمن أنه غير عقله غير ثابت وذلك لأنه أهمل التودد إلى مولاه ومن يكل خيراً ولاه فلا اعتداد بتودده إلى العباد، قال الغزالي (?): من ابتلي بمخالطة الناس فعليه بمداراتهم ما أمكن وقطع الطمع من مالهم وجاههم ومعونتهم فإن الطامع خائب غالبا وإذا سألت أحداً حاجة فقضاها فاشكر الله عَزَّ وَجَلَّ عليها وإن قصر فلا تعاتبه ولا تشكه فتصير [2/ 524] عداوة وكن كالمؤمن يطلب المعاذير ولا تكن كالمنافق تطلب العيوب وقيل لعله قصر لعذر لم نطلع عليه (وما يستغني رجل عن مشورة) عام في كل إنسان وقدمنا الكلام في ذلك، ويقال من استغنى برأيه ضل ومن اكتفى بعقله زلّ. (وإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة وإن أهل المنكر في الدنيا) أي الآتين بالقبائح والأفعال المنكرة في دار الدنيا. (هم أهل المنكر في الآخرة) أي أهل