خيره للناس في الدنيا أتاه الله جزاء معروفة في الآخرة، وقيل: أراد من بذل جاهه لأصحاب الجرائم التي لا تبلغ الحدود فيشفع فيهم شفعه الله في أهل التوحيد في الآخرة (والعرف) بالضم وفي نسخة المعروف (ينقطع فيما بين الناس) أي ينقطع إلينا منهم على فاعله به (ولا ينقطع فيما بين الله وبين من افتعله) لأنه تعالى يكافئه في الدار التي لا ينقطع نعيمها. (الشيرازي في الألقاب (هب) (?) عن أنس) تعقبه مخرجه البيهقي بقوله هذا إسناد ضعيف والحمل فيه على العسكري أو القمي انتهى، أراد بالعسكري الفضل بن يحيى راويه وبالقمي إسماعيل القمي راويه عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أنس.
4352 - "رأس العقل المداراة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة". (هب) عن أبي هريرة.
(رأس العقل المداراة) قال ابن الأثير (?): غير مهموز ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمالهم لئلا ينفروا عنك ويؤذوك وقد يهمز، وينبغي العناية بمداراة العدو أكثر كما قيل (?):
إلق العدو بوجهٍ لا قُطوب به ... يكاد يقطر من ماء البشاشات
فأحزم الناس من يلقى أعاديه ... في جسم جعد وثوب من مسرات
وفيه أن المداراة محثوث عليها ما لم تؤد إلى ثلم دين أو نقص مروءة كما في الكشاف (?) (وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة) قال ابن الأثير: روي عن ابن عباس في معناه يأتي أصحاب المعروف في الدنيا يوم القيامة لهم