لا شك أن خلق آدم فيه يوجب له شرفاً يعز به وكذا قبضه فيه فإنه سبب لوصوله إلى جنان الفردوس والخلاص من البليات وكذا النفخة وهي نفخ الصور فإنه مبدأ قيام الساعة ومقدمات البشارة الثانية وأسباب توصل أرباب الكمال إلى ما أعد لهم من النعيم المقيم. (ما على الأرض من دابة إلا وتصبح يوم الجمعة مصيخة) بضم الميم فصاد مهملة ومثناة تحتية فخاء معجمة أي مسيخة منتظرة لقيامها وفيه أن كل دابة تعلم ذلك. (حتى تطلع الشمس) غاية للإصاخة لأنها إذا طلعت تبين لها تأخره. (شفقا من قيام الساعة) مفعول له المصيخة أي ترقب قيامها وتصغى أذانها إلى سماع أشراطها خوفا من وقوعها وظهور آيات الله ولعل والله أعلم أنها تصيخ انتظارا لطلوع الشمس من مغربها لأنه أول الآيات وأنها إذا طلعت كذلك كان من الأفزاع والأصوات ما تفزع كل سمع. (إلا ابن آدم) استثناه من كل دابة فإنه لا يترقبها إما لقسوة قلبه وغفلته عن الأمور وشغلته بدنياه أو أنه تعالى جعل شأن الدواب أعظم من شأنه في ذلك لحكمة لا يعلمها وجعل لابن آدم بعض الغفلة ليتم عمارة هذه الدار. (وفيه ساعة لا يوافقها) أي يصادفها. (عبد مؤمن وهو في الصلاة) ولو منتظر لها كما في حديث عبد الله بن سلام أسلفناه في الجزء الأول. (يسأل الله إلا أعطاه الله إياه) تقدم الكلام فيها زاد أحمد ما لم يكن إثما أو قطيعة رحم، قلت: ويحتمل أن المراد أن أول علامات الساعة وهي طلوع الشمس من مغربها يكون ابتداؤه يوم الجمعة وقد أعلم الله ذلك كل دابة بالإلهام أو غيره فهي تنتظر رجفة الناس وأصوات فزعهم بطلوعها كذلك ويحتمل الصحية التي يهلك كل من في السماوات والأرض إلا من شاء الله والله أعلم بمراد رسوله - صلى الله عليه وسلم -. مالك (حم 3 حب ك) (?) عن أبي هريرة)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015