ذكر من الثلاث الموعودة على الخصال، أو أي شيء هذه الثلاث فأثابها وفاعلها. (وإذا قدر غفر) أي إذا تمكن ممن أساء إليه في نفس أو مال غفر إساءته، وفيه بيان عظم المغفرة عند القدرة وإن كانت مع عدمها له أجر فيها إلا أنه لا يظهر أثرها إلا مع القدرة ولذلك قيل:
كل عفو أتى بغير اقتدار ... حجة لاجئ إليها اللئام (?)
(وإذا غضب) أي لغير الله. (فتر) أي سكن عن حدته ولسان عن شدته ورد غيظه وكظمه، واعلم أن ظاهر الحديث أن الثلاث العطايا على الثلاث الصفات لا أن كل هبة على كل مقابلة كل صفة ويحتمل ذلك وأن من فعل واحدة نال عطية. (ك هب) (?) عن ابن عباس) قال الحاكم: صحيح ورده الذهبي قال: قلت فيه واه فإن: فيه عمر بن راشد قال أبو حاتم فيه: وجدت حديثه كذبا، وقال البيهقي عقيب تخريجه: عمر بن راشد هذا شيخ مجهول من أهل مصر يروي ما لا يتابع عليه قال: وهو غير عمر بن راشد اليمامي انتهى، قال الشارح: وبه يعرف أن المصنف كما أنه أساء التصرف بإسقاطه من كلام البيهقي ما أعلّ به الحديث لم يصب في إيراده رأسا انتهى، قلت: لأنه شرط في خطبته أن لا يذكر حديث كذاب أو وضاع وقد اعترضناه في الجزء الأول بمثل هذا قبل رؤية الشرح.
3403 - "ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال: الرضا بالقضاء، والصبر عن محارم الله، والغضب في ذات الله عَزَّ وَجَلَّ ". (فر) عن معاذ.