2482 - "إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علمًا نشره، وولدًا صالحًا تركه، ومصحفًا وَرَّثَهُ، أو مسجدًا بناه، أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته". (هـ) عن أبي هريرة.

(إن مما يلحق المؤمن من عمله) عام لصالحه وطالحه فخصه بالأول عطف. (وحسناته بعد موته) تلحقه أي يجري أجرها له حتى كأنه يعملها في الحياة. (علمًا نشره) أي أبرزه وأظهره بالتدريس والتأليف والكتابة. (وولدًا صالحًا تركه) أي خلفه وزيد في غيره بكونه يدعو له، فيحتمل إرادته هنا ويحتمل أن لصلاحه يجري أجر عمله لأنه السبب في ذلك (ومصحفًا وَرَّثَهُ) أي خلفه مملوكًا لوارثه أو موقوفًا على المسلمين. (أو مسجدًا بناه) من ماله أو بيده. (أو بيتا) أي منزلًا (لابن السبيل) أي عابر الطريق (بناه أو نهرًا أجراه) أي أخرجه ظاهره ولو كان مملوكًا لوارثه لأن نفعه يتعدى (أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته) عطف تفسيري والمراد وهو يأمل البقاء ويخشى الفقر. (تلحقه من بعد موته) أي هذه الأعمال كلها تجري له بعد موته وهو تأكيد لما أفاده في صدر الحديث ويحتمل أنها عائدة إلى الصدقة؛ لأنه أخرجها في حياته وأجريت بعد موته إما استمر إجراؤها إذا كانت وقفا متحرى من حينه أو أجريت من حين موته إذا كانت مقيدة به. واعلم أن: هذه المذكورة سبع خصال، وقد عد المصنف عشرًا ونظمها بقوله:

إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من خصال غير عشر

علوم بثها ودعاء نجل ... وغرس النخل والصدقات تجري

وراثة مصحف ورباط ثغر ... وحفر البئر أو إجراء نهر

وبيت للغريب بناه يأوي ... إليه وبناء محل ذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015