(إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة عبدًا) اسم إن وفي ذكره بعنوان العبودية توبيخ شديد وإعلام بأنه خالف مولاه وأطاع من عصاه ولذا لم يقل رجلا أو إنسانًا. (أذهب آخرته بدنيا غيره) أي باعها بشيء ما له غيره كالذين يبايعون ملوك الدنيا على سفك ما يحرم من الدماء وأخذ الأموال ليتم الملك لمن أمرهم ونحوه. (هـ طب عن أبي أمامة) (?).

2478 - "إن من ضعف اليقين أن ترضي الناس بسخط الله تعالى، وأن تحمدهم على رزق الله تعالى، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله، إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص، ولا يرده كراهة كاره، وإن الله بحكمته وجلاله جعل الروح والفرح في الرضا واليقين، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط" (حل هب) عن أبي سعيد.

(إن من ضعف اليقين) بوعد الله وتصديقه. (أن ترضى الناس بسخط الله تعالى) فإنك لا تفعل ذلك إلا ودينك ضعيف وأنه يعاقبك على ما فعلته (وأن تحمدهم على رزق الله) الذي نلته منهم أي تفردهم بالحمد وتقول لولا فلان ما أعطيت كذا ولا كان كذا ومثل ألفاظ العبودية الجارية على الألسنة والأقلام الفضل لفلان فتحصر ذلك عليه وأما مجرد حمدهم في الجملة والاعتراف بإحسانهم فهو من السنة لحديث: "لا يشكر الله من لم يشكر الناس" تقدم معناه ويأتي. (وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله) وتحسبهم منعوك شيئًا كتبه الله فإنه لا راد لما أراد ولذا قال: (إن رزق الله لا يجره إليك حرص حريص) على جره إليك فإن الحرص الشح على الشيء أن يضيع أو يتلف. (ولا يرده كراهة كاره) أي أنه يصير إليك وهذا شيء قد جربه كل أحد وعلم صدقه. (وإن الله تعالى بحكمته)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015