قول وفعل وهذا وعيد شديد؛ لأنه من صفات ذوي الفجور ولأنه ذكر ما ينبغي طيه قولًا كما يطوى فعلًا، قال النواوي (?): حرمته إذا لم يترتب عليه فائدة لا إذا كان تدعى عجزه عن الجماع أو إعراضه عنها أو نحو ذلك فيجوز.

قلت: وفي قوله سرها ما يؤخذ منه جواز إخباره عن نفسه وحده، وهل يجوز لها إفشاء سره؟ الظاهر: لا يجوز. (حم م د) (?) عن أبي سعيد).

2463 - "إن من أعظم الفرى أن يدعى الرجل إلى غير أبيه أو يُرِيَ عينيه ما لم تريا، أو تقول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما لم يقل". (خ) عن واثلة (صح).

(إن من أعظم الفرى) بكسر الفاء والقصر جمع فرية وهي الكذبة العظيمة التي يتعجب منها. (أن يدعى) بتشديد الدال المهملة (الرجل) أي ينسب (إلى غير أبيه) بمعنى ينسب هو نفسه أو ينسبه غيره فإنه لا يحل ذلك (أو يرى) بضم أوله وكسر ثانيه (عينيه ما لم ترى) أي يدعي أن عينيه رأتا في النوم شيئًا [2/ 130] ولم ترياه.

إن قلت: لم كان أقبح من كذبه في اليقظة؟

قلت: لأن الرؤيا من الله فهو كذبٌ عليه تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ} [الصف: 7] أو لحكمة مجهولة، وقيدناه بالمنام للحديث الثاني، ويحتمل إطلاقها وأن تحديثه بأنه رأى في اليقظة كذا وكذا كاذبًا من أعظم الفرى وأنه أقبح من كذبه فإنه سمع كذا والتقييد هو الأظهر. (أو تقول على رسول الله ما لم يقل) أي ينسب إليه قولًا أو فعلًا أو تقريرًا فإنهما من القول فإن إثمه من أعظم الإثم كما تقدم غير مرة (خ حم) (?) عن واثلة بن الأسقع).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015