ذهاب العلم وظهور الجهل، ولا يقال كيف يفشو الزنا وقد حكم بقلة الرجال؟ لأنه يقال التزام ظهوره ولا ينافيه قلة الرجال أو لأنها علامات تقع تدريجًا ففي زمان فشو الزنا لا قلة في الرجال (حتى يكون لخمسين امرأة) يحتمل الحقيقة أو مجاز عن الكثرة ولا ينافيه حديث: "أربعين امرأة" فإنه يحتمل اختلاف الزمان في ذلك. (قيم واحد) هو من يقوم بأمرهن لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} [النساء: 34] ويحتمل القيام بأمور الدنيا عليهن ويحتمل بالنكاح حرامًا وحلالًا.

واعلم أن: هذه من الأشراط وهي أمهاتها وأولها رفع العلم؛ فإنه لا تتفق ما بعده من فشو الزنا وكثرة شرب الخمر إلا وقد ذهب جملته، قال الكرماني: وإنما كان وقوع هذه الأمور مؤذنًا بخراب العالم؛ لأن الخلق لا يتركون هملًا ولا نبي بعد نبينا - صلى الله عليه وسلم - فتعين ذلك. (حم ق ت ن هـ) (?) عن أنس) قال: ألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله لا يحدثكم أحد بعدي سمعته: ... فذكره.

2460 - "إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم عند الأصاغر". (طب) عن أبي أمية الجمحي.

(إن من أشراط الساعة أن يلتمس العلم) أي يطلب (عند الأصاغر) أي الحديثة أسنانهم وقيل الأراذل وعن عمر فساد الناس إذ جاء العلم من قبيل الصغير استعصى عليه الكبير، وصلاح الناس إذا جاء العلم من قبيل الكبير تابعه عليه الصغير، قال ابن حجر: سنده صحيح وإنما كان من أشراط الساعة؛ لأنه يذهب الشيوخ وترغب فيه الأحداث ثم يهجرونه أعني الأول أو يرغب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015