الكلام. (كي يفهم) ما ينفعه، فأما المجالسة بغير مفاتحه فهي قليلة النفع، قيل رواية الحكيم: "يناطقهم". (وإن ظلم وبغى عليه) مجهولان. (صبر حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له) فالصبر على ظلم الظالم والباغي طريقة كامل الإيمان، ويجوز الانتصار لكن عدمه أكمل في الاتصاف بالإيمان؛ لأنه يكل نصرته إلى من هو على كل شيء قدير. (الحكيم (?) عن جندب) بضم الجيم والدال وبفتح الدال بن عبد الله البجلي.

2459 - "إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويظهر الجهل، ويفشو الزنا، ويشرب الخمر، ويذهب الرجال، وتبقى النساء، حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد". (حم ق ت ن هـ) عن أنس (صح).

(إن من أشراط الساعة) أي من علاماتها جمع شرط بالتحريك: وهو العلامة.

(أن يرفع العلم) هو حيث أطلق علم الكتاب والسنة، وذلك بقبض العلماء كما جاء صريحا في غيره لا بانتزاعه من القلوب أو بعدم العمل به (ويظهر الجهل) أي يكون له الدولة وبه الأحكام ولقد صرنا في طرف من ذلك فإن جهات اليمن جميع بواديها وبعض قراها لا يحكمون إلا بالطاغوت يرون المعروف منكرًا والمنكر معروفًا (ويفشو الزنا) أي يكثر، قال القرطبي (?): هذا من أعلام النبوة؛ لأنه إعلام بما سيقع وقد وقع.

قلت: وكذلك الأول (وتشرب الخمر) مبني للمفعول أي يكثر شربه؛ لأن نفس شربه قد وقع في عصره - صلى الله عليه وسلم - قاله الكرماني (وتذهب الرجال) أي يقلون بالموت وكثرة ولادة الإناث؛ لأنها لا تقوم الساعة إلا على شر الناس والنساء من ذلك أقرب (وتبقى النساء) وفي بقاءهن مناسبة لصفات أهل آخر الزمان من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015