سبحانه يكره البؤس والتباؤس. (وتحرجًا) بالحاء المهملة فراء مضمومة فجيم مصدر تحرج الألم تجنبه أي بعدًا (عن طمع) لأن الطمع في العباد انقطاع إليهم (وكسبًا في حلال) أي طلبًا للمعاش من حل (وبرًا في استقامة) أي إحسانًا في إقامة ما أمر به وأن يجمع تصلبه في دينه إحسانه في ذلك (ونشاطًا) هو مصدر نشط: كسمع، طابت نفسه للعمل وغيره (في هُدى) هو خلاف الضلال فإذا أتى بأنواع الخير كان نشيطا غير كسلان خلاف الذين لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى. (ونهيا عن شهوة) أي منعًا لنفسه عن إتيان الشهوات فإنها إذا لم تُنه استرسلت (ورحمة للمجهود) هو مفعول من جهد عيشه إذا كان في نكد وشدة فمن أخلاق المؤمن رحمة من كان كذلك ويتفرع عليها إعانته ولو بالدعاء له.

واعلم أن: هذه أربع عشرة خصلة من أخلاقه التي يتصف بها ثبوتا ثم عقبها بصفات منها نفيية ومنها إثباتية تغاير بين الكلامين واستأنف الجملة بالتأكيد وإعادة المؤمن بقوله: (وإن المؤمن من عباد الله) ضبط بخطه بالباء الموحدة والدال المهملة قيل الصواب كما في لفظ الحكيم الذي نسب الحديث المصنف إليه بالمثناة التحتية آخره ذال معجمة أي أن المؤمن هو الذي يعيذه الله تعالى وعلى الأول أنه من جملة عباده المتصفين بأنه: (لا يحيف) بالمهملة من الحيف الظلم. (على من يبغض) أي لا يشفي غيظه بل العدو والصديق في الحق عنده سواء. (ولا يأثم في من يحب) أي لا يعامل من يحبه معاملة تأثمه فلا يحمله حبه على أن يأثم في حبه بتركه على منكر وعدم أمره بمعروف (ولا يضيع ما استودع) معبر صيغة: أي ما استودعه الله من أمانة تكاليفه وأمانة سمعه وبصره ولسانه وفرجه وكل جوارحه ولا أمانة العباد من الأقوال والأفعال والأموال. (ولا يحسد) أي لا يتمنى أن يحول الله نعمة غيره، وهو بضم عينه وكسرها (ولا يطعن) بضم المهملة وفتحها: من طعن فيه وقع في عرضه بذم أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015