ويعترف بالحق وإن لم يشهد عليه، ولا يتنابز بالألقاب، في الصلاة متخشعًا، إلى الزكاة مسرعا، في الزلازل وقورا، في الرخاء شكورا، قانعا بالذي له، لا يدعى ما ليس له، ولا يجمع في الغيظ، ولا يغلبه الشح عن معروف يريده، يخالط الناس كي يعلم، ويناطق الناس كي يفهم، وإن ظلم وبغي عليه صبر حتى يكون الرحمن هو الذي ينتصر له". الحكيم عن جندب بن عبد الله.
(إن من أخلاق المؤمن) أي الكامل في إيمانه. (قوة في دين) أي طاقة عليه وقيامًا بحقه فيكون قوي القلب في إيمانه فشبه قوي البدن في قتال الأعداء قوة في تنفيذ أحكام الله تعالى. (وحزمًا) بالمهملة والزاي وهو ضبط الرجل أمره والحذر من فواته. (في لين) أي في سهولة أي أنه ضابط لأموره في سهولة وعدم كلفة، كأن اللين ظرفًا للحزم لملازمته إياه (وإيمانًا في يقين) أي تصديقا بالله ورسوله وما أتى به - صلى الله عليه وسلم - تصديقًا غير زائل بشك ولا شبهة وتزول الرواسي ولا يزول؛ وذلك لأن التصديق قد يكون غير ثابت فجعل اليقين ظرفًا له من جعل الخاص ظرفًا للعام (وحرصًا في علم) أي حرصًا في كتب العلم وأخذه حيث وجده وازدياده منه فهو خير ما يحرص عليه (وشفقة في مِقَةٍ) بكسر الميم مصدر: ومقة كورثة، وأصله: ومقا، ثم صنع به ما صنع بوعد في عدة، والمراد أن من صفاته حرص الناصح في إصلاح المنصوح؛ لأنه يعني الشفقة في محبة؛ لأنه إذا نصحه في محبته كمل نصحه (وحلمًا في علم) لأن الحلم سعة الأخلاق فإذا توسع في خلقه ولا علم معه فقد يأتي ما لا يحل وإذا كان عالمًا سيء الأخلاق فاته خير كثير فإذا جمع بينهما كان من أهل كمال الإيمان. (وقصدًا في غنى) أي توسطًا بين طرفي الإفراط فلا يكون مسرفًا والتفريط فلا يكون مقترًا وإنما يكون ذلك مع الغنى لا مع فقده (وتجمّلًا) بالجيم (في فاقة) أي إظهارًا للحال الجميل في حسن الهيئة وعدم الشكاية في حال فاقته لما تقدم من أن الله