(إن لله تعالى عبادًا يضن بهم عن القتل) بالضاد المعجمة مفتوح هنا مكسورة في ما ضنه أي يبخل بهم ويصونهم عن القتل كما يصون الشيء المضنون من يبخل به. (ويطيل أعمارهم في حسن العمل) أي يجعلها طويلة في أعمال حسنة ليستكثروا من الخير. (ويحسن أرزاقهم) بأن لا يقترها فيتعبوا ولا يوسعها فيشتغلوا. (ويحييهم في عافية) فلا تشغلهم الأسقام عن الطاعات. (ويقبض أرواحهم في عافية) هو من قبض يقبض مثل ضرب يضرب أي في سلامة عن القتل وشدائد الآلام ولذا قال: (على الفرش فيعطيهم منازل الشهداء) عطية بالغة له علامات يتصل به من إعطائهم كرامته وهؤلاء قوم اختصهم برحمته والله يختص برحمته من يشاء. (طب) (?) عن ابن مسعود).
2356 - "إن لله تعالى صنائن من خلقه، يغذوهم في رحمته يحييهم في عافية، ويميتهم في عافية، وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته، أولئك الذين تمر عليهم الفتن كقطع الليل المظلم، وهم منها في عافية". (طب حل) عن ابن عمر.
(إن لله تعالى ضنائن) جمع ضنينة الشيء الذي يبخل به. (من خلقه يغذوهم) وهو من الغذاء ككساء، كلمة استثنائية بيانية جواب لما يقال: كيف يغذوهم في رحمته، وهو ما به بناء الجسم وقواه. (في رحمته) أي بسبب رحمته إياهم. (يحييهم في عافية ويميتهم في عافية) أي في سلامة من شرور الأديان والأبدان ويتوفاهم على الفرش في سلامة من القتل وسيء الأسباب والأسقام. (وإذا توفاهم توفاهم إلى جنته) وقوله: (أولئك الذين تمر عليهم الفتن) استئناف وهو عام لفتن الدنيا والبرزخ والآخرة. (كقطع الليل المظلم) جمع قطعة وهي بعض الشيء وجانبه أي التي يكون الخائض فيها كالخائض في الليل المظلم إلا رجاء الملتمس