2192 - "إن أرواح المؤمنين في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنّة". (فر) عن أبي هريرة.

(إن أرواح المؤمنين) يحتمل إنه عام للشهداء وغيرهم وأن تلك الطيور في الجملة (في السماء السابعة ينظرون إلى منازلهم في الجنّة) إلا أنه قد ثبت في الحديث أن تلك الطيور تأوي إلى قناديل من ذهب مدللة في ظل العرش فيحتمل أن المراد بالمؤمنين ما عدا الشهداء فيكون مخصصًا.

واعلم أنه: قد اختلف الناس في مستقر الأرواح بعد الموت على عشرة أقوال كما ذكره ابن القيم في كتاب الروح (?)، وعقد لها مسألة وسرد أدلة كل قول بما لا يتسع له هنا ولكن ننقل خلاصة ما قاله من القول الراجح؛ فإنه قال: فإن قيل: فقد أكثرتم من أقوال الناس في مستقر الأرواح ومأخذهم فما هو الراجح من هذه الأقوال حتى يعتقد؟ قيل: الأرواح متفاوتة في مستقرها في البرزخ أعظم تفاوت، فمنها أرواح في أعلى عليين في الملأ الأعلى وهي أرواح الأنبياء، وهم متفاوتون كما رآهم النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة الإسراء، ومنها أرواح في حواصل طير خضر تسرح في الجنّة حيث شاءت وهي أرواح بعض الشهداء لا جميعهم بل من الشهداء من تحبس روحه عن دخول الجنّة لدين أو نحوه، كما في المسند عن محمَّد بن عبد الله بن جحش أن رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ما لي إذا قتلت في سبيل الله؟ قال: "الجنّة"، ثم ولى ثم قال: "إلا الدين، سارني به جبريل آنفًا" (?) فمنهم من يكون محبوسًا على باب الجنّة كما في الحديث الآخر: "ذلك صاحبكم محبوسًا على باب الجنّة" ومنهم من يكون محبوسًا في قبره كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015