(إن أرواح الشهداء في طير) تقدم أنه يقع على الجمع والواحد ووصفه بقوله:
(خضر) يشعر أنه جمع (تعلق من ثمر الجنّة) بفتح المثناة الفوقية وسكون العين المهملة وضم اللام أي تأكل وهو في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة، يقال: علقت تعلق علوقًا فنقل إلى الطير، قال ابن رجب في كتاب أهوال القبور (?): وهذا قد يتوهم منه أنها على هيئة الطير وشكله وأنه وقعه فإن روح الإنسان إنّما هو على صورته ومثاله وشكله انتهى، قال القاضي عياض (?): قال بعض متقدمي العلماء: إن الروح جسم لطيف مصور على صورة الإنسان داخل الجسم، وقيل أراد بقوله: "إن أرواحهم في طير خضر" أن الروح الإنسانية المتميزة المخصوصة بالإدراكات بعد مفارقة البدن يهيأ لها طير خضر فتنقل إلى جوفه ليعلق ذلك الطير من ثمر الجنّة فتجد الروح بواسطته ريح الجنّة ولذتها والبهجة والسرور ولعل الروح يحصل لها بتلك الهيئة إذا تشكلت وتمثلت بأمره تعالى طيرًا أخضر كتمثل الملك بشرًا وعلى آية حال كانت فالتسليم واجب علينا لورود البيان الواضح كتابًا وسنة ولا سبيل إلى خلافه، وهذا صريح كما قال ابن القيم في (?) دخول الأرواح الجنّة قبل القيامة، ومفهوم الحديث: إن أرواح غير الشهداء ليست كذلك لكن روى الحكيم إنّما نَسَم المؤمن طائر يعلق في شجر الجنّة حتى يرفعه الله يوم القيامة إلى جسده، قال الحكيم: وليس هذا لأهل التخليط فيما نعلمه إنّما هو للصديقين.
(ت) (?) عن كعب بن مالك) رجاله رجال الصحيح.