2161 - "إن ابني هذا سيد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين". (حم خ 3) عن أبي بكرة (صح).
(إن ابني) يريد به الحسن بن علي رضي الله عنهما، (هذا) قد ثبت في الأحاديث أنه والحسين أبناؤه - صلى الله عليه وسلم -. (سيد) من السيادة وتقدم معناها (وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين)، هو من أعلام النبوة؛ فإنه إخبار بالغيب وهو ما وقع من مصالحة الحسن معاوية وهو مشهور، قال أبو عمر بن عبد البر (?): لما قتل علي - رضي الله عنه - بايع الحسين أكثر من أربعين ألفًا كلهم قد بايع أباه قبله على الموت وكانوا أطوع للحسن وأحب إليهم من أبيه فبقي تسعة أشهر خليفة بالعراق وما وراء النهر من خراسان، ثم سار إلى معاوية وسار معاوية إليه، فلما ترائى الجمعان بموضع يقال له: سكين في بادية الأنبار في أرض السواد، وعلم أنها لن تغلب إحدى الفئتين حتى تذهب أكثر الأخرى فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصير الأمر إليه والقصة معروفة وأشرنا إلى طرف منها في شرح التحفة العلوية، وفي قوله: عظيمتين رد على من زعم أنه صالح لقلة الناصر وأشار إلى ذلك من قال:
قد صالح الحسن بن هند وهو ... في الأبطال من أبناء عبد مناف
وأتى بجيش كالجبال يقودهم ... يمشون فيظل القنا الرعاف
والإتيان بهذا اللفظ إشارة إلى أنه لا يخرج عن السيادة بخروجه عن الإمارة بل السيادة ثابتة له أنها للحسن - رضي الله عنه - وأن الله تعالى يحقن به دماء عباده المسلمين وأشار إلى ذلك السيد محمَّد الوزير مخاطبًا للإمام المهدي من أبيات:
وإن كنت مقتديًا بالحسين ... فلي قدوة بأخيه الحسين