فإن قلت: هذا يتم في المنافق، وأما الكافر فلم يقل ما يقوله الناس بل يقول أنه ليس برسول الله والحديث قد جعل ذلك قولًا لهما؟
قلت: المراد بالناس الكفار وقد كانوا ينفون الرسالة لفظًا والمنافق كان ينفيها معنى وإن قالها لفظًا فهو كالعدم، فالمراد بأن المنافق يجيب بأنه كان يقول عن غير درية واعتقاد، كما ينفي الكافر الرسالة عن غير درية واعتقاد ويحتمل أن يراد أن الكافر يقول كنت أقول كما يقول الناس أي الكفار الذين هم عنده الناس أي أنفي الرسالة والمنافق يقول كنت أقول ما يقوله الناس أي المؤمنون قولًا عن غير اعتقاد. (فيقال له) لكل واحد منهما. (لا دريت ولا تليت) في النهاية (?): هكذا يرويه المحدثون والصواب ولا اتليت فهل معناه الإقران؟ أي لا تلوت فقلبوا الواو ياء ليزدوج الكلام مع دريت، قال الأزهري (?): ويروى: "أتليت" يدعون عليه أن لا تتلوا إبله أي لا يكون لها أولاد يتلونها. (ثم يضرب بمطراق) بكسر الميم وسكون الطاء فراء آخره قاف، هو: القضيب. (من حديد ضربة بين أذنيه) أولى عقوباته جحد النبوة. (فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين) هما الجن والإنس وهما سكان الأرض، قال في النهاية (?): والحكمة في أنهما لم يسمعا ليبقى التكليف اختياريًا ويطيب لهما البقاء في الأرض كما في حديث أنس: "لولا أن لا تدافنوا لسألت الله أن يسمعكم عذاب القبر" (?). (ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه) هي ضمة اللحد، والظاهر أنهما تختص بالكافر والمنافق إلا أنه قد ثبت أنها عامة لكل أحد كما في حديث وفاة سعد بن معاذ وزينب بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيرهما، إلا أنه قد