فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله) ويحتمل أنهما إنّما يقولان له ما تقول في هذا الرجل فقط فيفهم أنه أريد محمَّد - صلى الله عليه وسلم - وإنّما فسره - صلى الله عليه وسلم - هنا للسامعين كما يدل له أنه لم يعده فيما يأتي وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - بالسؤال عنه دون ما يجب الإيمان به؛ لأن الإيمان به والشهادة برسالته مفرد يأتي بجمع لأنّه لا يتم الإيمان به إلا بعد الإيمان بكل ما جاء به من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. (فيقال) يحتمل أنهما القائلان له أو غيرهما وتغيير الصيغة يشعر أنه غيرهما. (انظر إلى مقعدك من النار) محل قعودك الذي أعد لك مشروطًا في علم الله بأن لا تؤمن وذلك أنه تعالى أعد لكل عبد مقعدًا من النار ومقعدًا من الجنّة مشروطًا ذلك الإعداد بما يعلمه الله من أحد الأمرين الذين يأتي بهما العبد باختياره.

إن قلت: ما الحكمة في هذا الإعداد والله تعالى عالم بما يختاره العبد مما يقضي له بأحد المقعدين؟

قلت: تبشير المؤمن وإدخال السرور عليه بما أفاده. (قد أبدلك الله به مقعدًا من الجنّة) وفي حق الكافر التخيير حيث يرى مقعده من الجنّة قد أبدل عنه مقعدًا من النار كما في الأحاديث الآخر. (فيراهما جميعًا ويفسح له في قبره سبعون ذراعًا ويملأ عليه خَضِرًا) بالخاء والضاد المعجمتين بفتح الأولى وكسر الثانية، في النهاية (?): أي نِعمًا غضّةً وهذا فيمن لا عذاب عليه في قبره بسبب الذنوب الموجبة لعذاب القبر وإلا فقد ثبت عذاب القبر على عدم الاستبراء من البول والنميمة (إلى يوم يبعثون وأما الكافر أو المنافق) هو كافر وزيادة. (فيقال له ما كنت تقول في الرجل؟) أي تعتقد وإلا فقد قال المنافق أنه رسول الله. (فيقول لا أدري) أي ما أقول هذا رسول أو ليس برسول. (كنت أقول ما يقول الناس) لكنهم قالوه عن اعتقاد وقاله الكافر بلسانه من دون اعتقاد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015