(إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلق السماء) يوسوس له بذلك فهو قوله نفسي أو أنه لفظي يلقيه الشيطان على لسان بعض المجادلين بالباطل. (فيقول: الله) جوابًا على الفطرة. (فيقول من خلق الأرض؟ فيقول: الله) كذلك كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: 25] أجابوا بالفطرة السليمة. (فيقول من خلق الله؟) تدرج من الحق إلى الباطل، وفيه دليل أن من شأن المبطل أن يلبس الحق بالباطل وأنه يستدرج العبد فيأتيه بما يعرفه ثم يأتيه بما لا يعرفه، ليوقعه في المحارة. (فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله) أي صدقت بأن الله ليس بمخلوق ولا يتصف بصفات المخلوفين، وأنه كما وصف به نفسه. (ورسوله) آمنت بما جاء به عن الله وفيه دليل أنه يكفي العبد الإيمان الجملي وأنه يكفيه في رد التشكيك الإقرار بالإيمان بالله، وأنه لم يجوز الدليل على رد ما يقدح في نفسه، وقد رد على المتكلمين القائلين بأنه: لا يتم إيمان العبد حتى يحوز على الأدلة الكلامية ويقررها. (طب) (?) عن ابن عمرو) بإسناد جيد.
2024 - "إن الشيطان يأتي أحدكم، فيقول من خلقك؟، فيقول الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله فإن ذلك يذهب عنه". ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان عن عائشة.
(إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول من خلقك؟ فيقول الله، فيقول من خلق الله؟ فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل أمنت بالله ورسله) هو كما سلف إلا أنه أتى هنا بالجمع في الرسل وكأنه مخير بين اللفظين والجمع بينهما، (فإن ذلك يذهب عنه) ما يلقيه الشيطان من الوسوسة ببركات إيمانه. (ابن أبي الدنيا (?)) في كتابه