إن قلت: ظاهر {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]. ينافي هذا كما تنافيه أحاديث صلة الرحم، وأنها مثراة للمال، وأحاديث متاجرة الله بالصدقة ونحوها.
قلت: يحمل هذا على أن الحسنة الواحدة لا تكون سببًا لزيادة الرزق حتى تنضم إليها حسنات أخر، أو يراد أن مطلق الحسنة ليست سببًا للزيادة بل حسنات معينة كالصدقة وصلة الرحم فتخصص الحسنة بهذه والحسنة من ألفاظ العموم اسم جنس معرف. (وترك الدعاء معصية) يعاقب عليها العبد لأنه مأمور بالدعاء فتركه إعراض عن الأمر من بارئه وخالقه، (طس) (?) عن أبي سعيد) ضعيف لضعف عطية العوفي.
1994 - "إن الرسالة والنبوة قد انقطعت، فلا رسول بعدي، ولا نبي، ولكن المبشرات رؤيا الرجل المسلم، وهي جزء من أجزاء النبوة". (حم ك ت) عن أنس (صح).
(أن الرسالة) بكسر الراء وفتحها هي الاسم من أرسله الله إذا بعثه إلى العباد بتبليغ شريعة مستجدة. والنبوة: الاسم من أنبأه إياه وبه أخبره، والنبي المخبر عن الله تعالى إذا عرف هذا، فالرسالة أخص من النبوة ودل على التغاير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا ...} [الحج: 52] الآية، وسئل - صلى الله عليه وسلم - عن الأنبياء فقال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً" قيل: فكم الرسل منهم؟ قال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر جمًا غفيرًا" ومن ادعى ترادف الرسول والنبي فهو متكلف (قد انقطعت) انتهى زمانها. (فلا رسول بعدي ولا نبي) لأنه - صلى الله عليه وسلم - خاتم الرسل